English

مشاريع ريادية مصرية ترقمن الخدمات الطبية وتسعى للاستثمار

English

مشاريع ريادية مصرية ترقمن الخدمات الطبية وتسعى للاستثمار


أحمد أبو الحظ، الرئيس التنفيذي لمنصّة "شيزلونج" يعرض أفكاره في "مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الأعمال 2015" (الصور من "فايسبوك")

من الواضح أنه بمقدور قطاع الرعاية الصحية في مصر استقبال المزيد من المشاريع الريادية الساعية لرقمنة المعاملات الطبية، بداية من البحث، مرورًا بالحجز والمتابعة مع الأطباء والمستشفيات، وصولاً إلى شراء الأدوية، والتواصل مع مراكز الأشعة ومختبرات التحاليل.

في هذا الإطار، نجحت "فيزيتا" Vezeeta، المنصّة المصرية للبحث عن أطباء وحجز المواعيد، في جذب استثماراتٍ بلغت 30 مليون جنيه مصري (حوالي 4 ملايين دولار) خلال جولتَين متفرقتين في 2014 و2015. وكانت الجولة الأولى من "الصندوق المصري لتكنولوجيا المعلومات"، والأخيرة من شركة رأس المال الاستثماري "سيليكون باديا" Silicon Badia.

بعد ذلك، قرّر روّاد أعمال آخرون في مصر غزو قطاع الرعاية الصحية الرقمية، الذي يحصل على  5.1% من إجمالي الناتج المحلي.

وفي حين نجح بعض تلك المشاريع بالفعل في تحقيق أرقامٍ مُرضِية في وقت قصير، غير أنّ هاجس التمويل يشغل بال مؤسِّسيها.

"شيزلونج" طبيب نفسي على الإنترنت بالصوت والصورة

أطُلقت منصة "شيزلونج" Shezlong كعيادةٍ نفسيةٍ رقمية، في يونيو/ حزيران 2015، لتوفير التواصل بين المرضى النفسيين وأطباء متخصِّصين بالصوت والصورة "مع ضمان السرّية التامة والخصوصية لبيانات الحالات"، بحسب أحمد أبو الحظ، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس.

ومع الأخذ في الاعتبار أنّ ثقافة اللجوء إلى طبيبٍ نفسيٍّ طلباً للمساعدة لاتزال محدودة في بلادنا العربية، كان الحفاظ على خصوصية بيانات العملاء هو الشغل الشاغل للشركاء المؤسِّسين الخمسة.

فبحسب أبو الحظ، "تعمل المنصّة بخوارزميةٍ طُوِّرَت خصّيصاً لتمنع حتّى موظفي الشركة ومطوّريها من الوصول إلى بيانات المرضى، فالوحيد الذي يملك إمكانية الوصول إلى تلك البيانات هو الطبيب المعالج."

تمكّنَت المنصة العربية التي تضمّ 6 أطباء نفسيين من جذب 2650 حالة حتى الآن من 18 دولة شملت مصر والسعودية والإمارات وقطر وألمانيا وأمريكا. ووفقًا لدراسات الموقع فإنّ 40% من زوار الموقع يعودون مجددًا.

شهدَت المنصّة 150 جلسةً علاجية خلال الأشهر السبعة الماضية، ويدفع المريض 150 جنيهاً مصرياً (أقل من 20 دولاراً) في الجلسة الواحدة. كما ويمكن لزوّار الموقع التواصل مع الأطباء مجّاناً من خلال نظام مراسلاتٍ في مواعيد محدّدة على المنصّة. ولتطوير نموذج العمل، يعتزم المؤسِّسون تحويل نظام المراسلات إلى نظامٍ مدفوع.

من جهةٍ أخرى، يسعى المؤسِّسون حاليًا لجذب أوّل جولة تمويلية بهدف زيادة عدد الأطباء المتعاقد معهم إلى 40 خلال العام الجاري، مع التوسّع للتعاقد مع أطباء من دول الخليج العربي.

وفي مساعيهم للانتشار والتقييم الذاتي، حصلت "شيزلونج" على المركز الثاني في مسابقة "أوبينس" من "مايكروسوفت" Microsoft Openness competition في فبراير/ شباط 2014. كما وصلتَ إلى التصفيات النهائية في "مسابقة معهد ماساشوستس لريادة الأعمال في العالم العربي" MIT Arab Competition في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وحصدت الشركة المركز الأول في "مسابقة الشركات الناشئة في مراحلها الأولى" من مصرف لبنان BDL early stage Lebanon في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ولكن ليتمكّن فريق "شيزلونج" من محاكاة نجاح منافسه العالمي "توك سبيس" Talkspace، الذي نجح في استقطاب 150 ألف عميل وتمكن من جذب استثمارات بقيمة 13 مليون دولار في غضون 4 سنوات فقط، عليه أن يعمل بدأب داخل مصر ومنها إلى العالم العربي. 

"اطلب دكتور" منصة لطلب زيارات منزلية

في ديسمبر/ كانون الأول 2013، أطلق أشرف الفقي منصة "اطلب دكتور" Otlob Doctor للبحث عن أطباء بهدف طلب كشوفات أو ممرّضة منزلية، أو لحجز موعد في عيادة أو مستشفى.

ويقول الفقي، الرئيس التنفيذي ومؤسّس الموقع: "انضممنا لحاضنة ’مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال‘ TIEC لمدة عام و4 أشهر، ونجحنا في ضمّ 1400 طبيب خلال أول 6 أشهر من تاريخ الإطلاق. وقد بات للموقع 550 زائرًا يوميًا، بالإضافة إلى أكثر من ألفَي مستخدِمٍ مسجل".


الرئيس التنفيذي لـ"اطلب دكتور"، أشرف الفقي، يتحدّث في "عرب نت بيروت 2015".  

تعتمد "اطلب دكتور" على أكثر من قناةٍ لجني العوائد، تتمثّل في اشتراكات الأطباء والمستشفيات، وعمولة الزيارات المنزلية، والإعلانات والرعاية.

ويسعى الفقي الآن بكلّ جهده إلى جذب استثمارِ مُخاطرٍ يمكّنه من تحقيق عنصر الاستدامة: "فعدد المستثمرين في مصر محدودٌ جداً، كما أنّ السفر للتحدّث إلى مستثمرين خارج مصر ليس أمراً سهلاً لاسيّما بعدما نفذت موارد تمويلنا الخاصّة."

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ "معظم المؤسَّسات الداعمة للمنظومة الريادية في مصر تهتم بالمشاريع في مراحلها المبكرة جداً،" بحسب الفقي الذي يشرح أنّ "تلك المعوقات أصبحت تهديدًا صريحًا على مستقبل مشروعنا الذي حقق بالفعل نجاحًا ملموسًا بين المستخدمين في الفترة السابقة".

"الدكاترة" منصة تواصل بين الأطباء والمرضى والمستشفيات

"الدكاترة" Eldacatra، منصّة لتقييم الأطباء والمستشفيات على الإنترنت، انطلقت في ديسمبر/ كانون الأول 2014 كنسخةٍ تجريبية تسمح للمرضي بتقييم تجاربهم مع الأطباء والمستشفيات وتحوي المعلومات الأساسية فقط عن مقدِّمي الرعاية الصحّية.

وفي يوليو/تموز 2015، أطلقت الرئيسة التنفيذية ندى حمادة وشريكاها المؤسِّسان نسخةً أكثر تطوّراً من "الدكاترة"، تتيح للأطباء تسجيل جميع بياناتهم بما فيها تخصّصاتهم الدقيقة والنادرة، وتوفّر فرصة التواصل بين المرضى والأطباء والمستشفيات لمراجعة التقييمات وطرح الأسئلة على الأطباء.

وتتيح المنصة أيضًا للمستشفيات تسجيل مواعيد وتفاصيل العيادات الخارجية وعدد الغرف والأطباء المقيمين والعمليات التي تجري في المستشفى.

ندى حمادة من "الدكاترة" تفوز بالمركز الأوّل في فعالية "شايب ذا فيوتشر" في دبي عام 2015.

 يعتمد المؤسِّسون في جني العوائد على اشتراكات مميّزة للأطباء والمستشفيات، "ولا نعتمد إطلاقاً على نموذج الإعلانات لأننا بالأساس منصّة للتقييم ولا نريد أن نفقد مصداقيتنا مع عملائنا،" كما تقول حمادة.

في هذا الإطار، تجذب منصّة "الدكاترة" 10 آلاف زائر شهرياً، كما تضمّ 100 طبيب وألفَي مستخدِمٍ مسجَّل و1300 تقييم للأطباء والمستشفيات.

والآن، تسعى حمادة وشريكاها لجذب استثمارٍ مخاطرٍ يمكّنهم من التوسّع بخدمات المنصّة في مصر والمنطقة.

خدمات متعددة ومستقبل مجهول

يبقى مصير تلك المشاريع الرائدة مجهولاً بسبب محدودية التمويل، فعدد المستثمرين الأفراد ليس بكبيرٍ في مصر، كما أنّ شركات رأس المال الاستثماري (المخاطر) محدودة جداً أيضاً مقارنة بحجم المشاريع المتنامي سنويّاً.

من ثم يبقى السؤال مطروحاً، هل ستعثر كل تلك الشركات الناشئة على استثماراتٍ تساعدها على النمو والتوسع إلى المنطقة؟ "بالقطع لا،" يجيب أمير برسوم، المدير التنفيذي في "فيزيتا"، مضيفاً أنّ "ليس كلّ المشاريع الساعية لرقمنة الخدمات الطبية في مصر ستحصل على استثمارات، والسبب في ذلك لا يرجع إلى ضعف القطاع: تقدّر سوق الخدمات الطبية التقنية في مصر بـ10 مليارات دولار، وهي سوق لا تتأثر بالأزمات السياسية أو الاقتصادية."

ويستكمل برسوم حواره مع "ومضة" موضحًا أسبابه بالقول إنّ "بعض الشركات الناشئة تحاكي أفكاراً سبقتها بسنوات، فالمشكلة ليست في المحاكاة نفسها بل في تأخر الالتفات إلى أهميّة الفكرة. كذلك، يقع معظم روّاد الأعمال في فخّ عدم تعريف عميلهم المحتمَل بشكلٍ صحيح".

أما فيما يتعلق بإيجاد التمويل، فينصح برسوم "بالبحث عن مستثمِرٍ خارج مصر، لأنّ عدد المستثمرين في مصر لايزال محدوداً جداً، والأفكار القابلة للتطبيق عالمياً تستقطب مستثمرين بسهولةٍ من خارج البلاد؛ فالمسألة تحتاج فقط إلى الصبر والبحث الدؤوب".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.