English

'فوكسيرا' المصرية تتصدّى لارتفاع فاتورة الهاتف الدولية

English

'فوكسيرا' المصرية تتصدّى لارتفاع فاتورة الهاتف الدولية

بعد عودة الشريك المؤسّس لشركة "فوكسيرا" Voxera، عمرو الجبالي، من رحلة مع زوجته، وصلت فاتورة الهاتف مثقلة برسوم خدمة التجوال في الخارج roaming.

ولكنّ هذه الصدمة تحوّلت إلى جهازٍ ترافق مع حملة على موقع "كيكستارتر"Kickstarter  في شهر شباط/فبراير الماضي، يَعد بالتخلّص من رسوم خدمة التجوال التي يتكبّدها المستخدِم عن كلّ اتصال أو رسالة قصيرة يجريها وهو خارج بلده.
أطلق عمرو الجبالي الشركة مع عارف هايرابيتيا. (الصورة من "فوكسيرا") 

يشرح الجبالي عمل هذا الجهاز لـ"ومضة" بالقول إنّ "المستخدم يضع شريحة الجوال SIM في جهازه، ويوصله بالإنترنت، ويتركه في المنزل، ثمّ يسافر. بعد ذلك، ينزّل المستخدم تطبيق ’فوكسيرا‘ ثمّ يعثر على أيّ اتصال مستقرّ بخدمة ’واي فاي‘ Wifi. هذا كلّ شيء، فالتطبيق سيتكفّل بترتيب العملية والارتباط بشريحة جوال المستخدم".

ويتابع بأنّ "الأمر يبدو وكأنّك لم تسافر، لأنّك ستترك هاتفك متصّلاً بشبكة الاتصالات المحلية، ما يعني أنّك تستطيع إجراء الاتصالات واستقبالها بالرسوم المحلية المعتمدة".

جذبت الحملة المخصّصة للجهاز المواطنين المصريين، فحقّقت هدفها في الحصول على 20 ألف دولار في غضون خمسة أيام فقط. وهذا ليس بالأمر اليسير في بلادٍ تشهد عملتها انخفاضاً، حيث وصل سعر الدولار الأميركي إلى 18 جنيهاً مصرياً.

أما أكثر الذين دعموا الحملة خصوصاً المصريين، فهم الأشخاص الذين يسافرون كثيراً من أجل الأعمال أو الترفيه، أو الأشخاص الذين يعيشون في الخارج. وقد تلقّوا وعداً بالحصول على الجهاز في شهر حزيران/يونيو المقبل.

يعتمد جهاز "فوكسيرا" على شريحة "جيسكي" Gisky التي توفّر خدمات الإنترنت من الجيلين الثالث 3G والرابع 4G في 90 بلداً حول العالم.

الالتفاف على حظر خدمات الصوت عبر ميثاق الإنترنت

أبرز منافسي "فوكسيرا" هم "سكايب" Skype وغيرها من خدمات الصوت عبر ميثاق الإنترنت VOIP، وهي حلول تستفيد من خدمة الاتصال عبر الـ"واي فاي" السهلة كما تفعل الشركة المصرية، بحسب الجبالي.

لذلك، فإنّ السوق الرئيسية التي تستهدفها "فوكسيرا" قد لا تكون سوق الأشخاص كثيري السفر، بل الأشخاص في البلدان التي تشهد حظراً لخدمات الصوت عبر ميثاق الإنترنت مثل بعض بلدان الشرق الأوسط والبحر الكاريبي وآسيا.

ويقول الجبالي إنّ "هناك بلداناً مثل السعودية والإمارات تمنع كلّ خدمات الصوت عبر ميثاق الإنترنت، مثل الاتصالات الصوتية عبر ’واتساب‘ Whatsapp و’سكايب‘ وغيرهما من حلول الاتصال".

يُذكر أنّ "ومضة" سبق وتناولت مسائل حظر هذه الاتصالات في المغرب ومصر.

الجبالي وهايرابيتيا يعملان على النموذج الأولي في حاضنة الأعمال "إبني" Ebni التي تدعم الشركات الناشئة في مجال إنترنت الأشياء.

يكشف الرئيس التنفيذي لشركة "كراود أنالايزر" Crowd Analyzer، أحمد سعد، أنّه أنفق قرابة ألفي دولار على خدمات التجوال في العام الماضي، وذلك لأنّه لا يستطيع أن يدفع كلّ شخصٍ يريد محادثته إلى استخدام "سكايب". فبالنسبة إلى والدته يشكّل الأمر عائقاً تكنولوجياً، وبالنسبة إلى آخرين فإنّ هذه الخدمة لا تعمل على إنترنت الجيل الثالث 3G في مصر.

ويضيف سعد أنّ "شريحة الاتصال المحلّية ستكلّفني أكثر في الخارج، كما ستكلّف أي شخص يتّصل بي وكأنّه يجري اتصالاً دولياً. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاتصال الصوتي عبر ’سكايب‘ أو ’واتساب‘ ليس مألوفاً لدى الجميع".

مأساة متكرّرة

كانت قصّة "فوكسيرا" تتطوّر بشكل طبيعي، قبل أن يعرض الجبالي منتجه في البرنامج التلفزيوني "هنا الشباب" الذي يشبه "شارك تانك" Shark Tank في الشكل.

لم تستسِغ لجنة التحكيم الفكرة، وسأل المدير السابق لشركة "كريم" Careem في مصر، وائل الفخراني، لماذا قد يستخدم المرء هذا الجهاز في الوقت الذي يمكنه استخدام "سكايب" أو غيره من خدمات الصوت عبر ميثاق الإنترنت المتاحة على أيّ هاتف.

أمّا العائق الأبرز الذي رأته اللجنة في المنتَج، فهو شرعيته في ظلّ حظر مصر استخدام الإنترنت لإجراء الاتصالات الصوتية، أو ما يُعرف بـ"تسهيل الاتصالات عبر وسيط" proxy calls facilitating.

وفي هذا الشأن، يقول الجبالي لـ"ومضة" إنّ "ذلك قانوني بالكامل في أميركا وأوروبا، أما في مصر فهو ليس كذلك، حتّى أنّه لا يوجد قانون يمنعه لأنّه لم يكن هناك دعوة سابقة لهذا القانون".

وصلت المأساة إلى ذروتها في 22 آذار/مارس، بعدما شعر الجمهور أنّ لجنة التحكيم لم تكن واسعة الصدر وكانت سريعة الحكم، ما دفع الفخراني إلى الاعتذار بعد العرض التلفزيوني على صفحة القناة على "فايسبوك" Facebook، بسبب سوء فهم الغرض من مشروعه وتكنولوجيته.

ومع ذلك، يعتزم عمرو الحصول على استثمار، وقد حصل بعد عرض البرنامج التلفزيوني على بعض الاهتمام بالفعل من مستثمرين محتملين من الولايات المتحدة وبريطانيا – أغلبهم مصريون.

يختم عمرو أنّه ليس لديه أيّ شكوى أو تذمّر من لجنة التحكيم، "فلقد فشلتُ في مسابقة أخرى في الأردن مباشرة بعد انتهاء عرض الحلقة، ولكنّني أعتقد أنّ الفشل جزءٌ من النجاح".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.