عربي

كيف تبني مدينةً ذكية؟

English

كيف تبني مدينةً ذكية؟

Dubai's Silicon Park

تركّز المدينة الذكية في دبي، "سيليكون بارك" Silicon Park، على ستّة ركائز أساسية: الحياة، المجتمع، التنقّل، الاقتصاد، الحوكمة والبيئة. (الصورة من DSOA)

تطوّرَت الأجهزة الذكية وكذلك فعلَت المدن الذكية، وقد أصبحت من الأمور التي تهمّ الحكومات حول العالم وتهدف الوصول إليها.

تستخدم المدينة الذكية التقنيات وتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، لتحسين خدماتها والتقليل من استهلاك الموارد والتفاعل بشكلٍ أفضل مع المواطنين. وببساطة، إنّها مدينة تؤمّن نوعية حياةٍ أفضل.

وعلى سبيل المثال، وضعَت دبي نصب عينَيها أن تصبح أذكى مدينةٍ في العالم. ويقول تائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنّ "الهدف الأساسيّ للمدينة الذكية هو توفير روابط أفضل وتحسين التعاون بين الإمارة وسكّانها. فهي تشجّع على استخدام المرافق الحكومية عبر استخدام أكبر عددٍ ممكن من التطبيقات الذكية."

وكيف كيف تؤسِّس لمدينةٍ ذكية؟

لمعرفة ذلك، تحدّثَت "ومضة" مع البروفسور كارلو راتي Carlo Ratti، وهو مهندس في عدّة مجالات ومبتكِر ومدرِّس وناشط، يعلّم في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" Massachusetts Institute of Technology (MIT). وهو كمديرٍ لـ"سنسايبل سيتي لاب" Senseable City Lab، يقود فريقاً بحثياً يستكشف تقنياتٍ جديدةً في مدن جديدة. كما تمَّت تسميته بين "المصمّمين الخمسين الأكثر تأثيراً في أميركا" بحسب "فاست كومباني" Fast Sompany، وفي "قائمة الأذكياء: 50 شخصاً سيغيّرون العالم" بحسب مجلّة "وايرد" Wired.

Professor Carlo Ratti at Dubai's ioTx summit in June 2015

البروفسور كارلو راتي في قمّة ioTx في دبي، حزيران/يونيو 2015. (الصورة من باميلا كسرواني)

"ومضة": كيف تغيّر التكنولوجيات الجديدة الطريقة التي نفهم بها تصميم المدن وبناءها والعيش فيها؟

كارلو راتي: ما يحصل على صعيد المناطق الحضرية في الوقت الحالي، يشبه ما حصل قبل عقدَين من الزمن مع سباقات "فورمولا وان" Formula One. فحتّى ذلك الوقت، كان النجاح على الحلبة يعتمد بالأساس على ميكانيك السيارة وقدرات السائق، إلى أن ازدهرَت تقنية القياس عن بعد (التيليماتية). إثر ذلك، تحوّلت السيارة إلى حاسوبٍ يتمّ رصده في الوقت الحقيقي من خلال آلاف أجهزة الاستشعار، وأصبحَت ‘ذكيةً‘ وأقدر على الاستجابة مع ظروف السباق.

وعلى خطٍّ موازٍ، بدأت التقنيات الرقمية خلال العقد المنصرم تغطّي مدننا، مشكّلةً العمود الفقري لبنىً تحتيةٍ كبيرةٍ وذكية. فشبكات الألياف البصرية للإنترنت عريض النطاق وشبكات الاتّصالات اللاسلكية تدعم الهواتف المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تنتشر بشكلٍ متزايد.

في الوقت نفسه، إنّ قواعد البيانات المفتوحة - خصوصاً من الحكومة - التي يمكن للناس قراءتها وإضافة المعلومات إليها، تساهم في الكشف عن أنواعٍ كثيرةٍ من المعلومات، كما انّ الأكشاك العامّة وأماكن العرض تساعد الناس في الوصول إليها. وإذ يتمّ ربط كلّ ذلك، بالإضافة إلى شبكةٍ من أجهزة الاستشعار متناميةٍ باطّراد، بواسطة أجهزة كمبيوتر رخيصة وقوية، فإنّ مدننا سرعان ما ستصبح مثل أجهزة كمبيوتر في الهواء الطلق.

"ومضة": ما هي برأيك التقنيات الأهمّ المساهمة في بناء المدن الذكية؟

راتي: في المجمل، إنّ الأمر يتعلّق بالتقاء العالمَين الرقمي والكادّي - وهو ما يسمّيه البعض  ‘ubiquitous computing’أي الحوسبة في كلّ مكانٍ وزمان. التطبيقات كثيرة ومتنوّعة في جميع أنحاء العالم: سنغافورة تقوم بأشياء مثيرة للاهتمام في مجال التنقّل، وكوبنهاغن في مجال الاستدامة، وبوسطن في مجال المشاركة.

"ومضة": ما هي البنى التحتية التي يجب أن توفّرها الحكومات للمدن الذكية؟

راتي: يعتقد كثيرون أنّ البلديات والحكومات هي مَن يجب أن يعمل على تحقيق ‘المدن الذكية‘، ولكنّنا نعتقد أنّ مَن يجب أن يقوم بذلك هو الموطن في المقام الأوّل، من خلال ديناميةٍ هرميةٍ من الأسفل إلى الأعلى.

ولذا، بدلاً من التركيز كثيراً على تركيب الأجهزة والسيطرة عليها - ‘أنظمة الاستشعار‘ الساكنة والثابتة - من المهمّ أن تحمّس الناس على ابتكار التطبيقات واستخدام البيانات بأنفسهم. فإذا أمكننا تطوير المنصّات الصحيحة، يمكن أن يصبح الناس هم مَن يتصدّون لمشاكل الطاقة والازدحام المروريّ والعناية الصحّية وتوزيع الغذاء والتعليم. وما يحدث في عالم التطبيقات الحضرية، خير مثالٍ على هذا النهج من الأسفل إلى الأعلى.

"ومضة": ما الذي يحتاجه روّاد الأعمال من أجل أن يشاركوا في بناء المدن الذكية؟

راتي: بالإضافة إلى البنى التحتية التقنية كالاتّصالات، وهو ما أصبح الآن يُباع كالسلع، فإنّ البيئة الناشطة للشركات الناشئة تحتاج إلى مراكز بحوثٍ جامعية وإلى سكّان متنوّعين.

"ومضة: هل من نصيحةٍ تقدّمها لبُناة المدن الذكية واللاعبين الأساسيين في هذا المجال؟

راتي: ركّزوا على المواطن الذكيّ قبل المدن الذكية!

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.