English

خمسة توقعات من عرب نت دبي حول مستقبل القطاع الرقمي

English

خمسة توقعات من عرب نت دبي حول مستقبل القطاع الرقمي



جمعت قمة "عرب نت" الرقمية  التي انعقدت للمرة الأولى في دبي، ما بين الشركات الناشئة وقطاعي الإعلام الرقمي والتسويق للتمعن في مستقبل القطاع الرقمي. ومن خلال استخلاص استنتاجات من النقاشات والعروضات والمحادثات في الأروقة، إليك ما نترقبه:

 1. سيندمج المحتوى مع التجارة الإلكترونية 

 بدا الحوار حول مستقبل الفيديو شبيهًا بصراع بين العالمين القديم والجديد. فمن جهة كانت ماريز طوماس، مؤسسة "بوك وير" Pokeware الذي ينتج محتوى تفاعلي ويسمح للمستخدمين بشراء أغراض ظاهرة على الشاشة، ومن جهة أخرى كان دايفد بوتوراك، الرئيس التنفيذي لشبكة "أو أس إن" OSN Network الذي دافع بعناد عن الحاجة إلى التلفزيون والمحتوى المدفوع، قائلاً إننا: "كلنا نعمل في هذا المجال لجني المال، وعلى أحد دفع هذا الثمن".

ومع ذلك، فإنّ جهات فاعلة أمثال "بوك وير" تستثمر في طرق جديدة للاستحواذ على قيمة أكبر من المحتوى في حين أن شركات التجارة الإلكترونية تتوسع أكثر في مجال المحتوى؛ "أمازون" Amazon مثلاً توسع في المحتوى مع "أمازون ستوديوز" Amazon Studios وفي الأجهزة مع "كيندل" Kindle. وبشكل عام، تعتبر الأطراف الرئيسية أن التجارة الإلكترونية هي قطاع بارز للغاية والمحتوى هو مفتاح نجاحها.

2. الإعلانات بشكلها الحالي ستختفي 

كان الناس في الأيام الخوالي يجلسون في غرفة الجلوس ويشاهدون البرامج التلفزيونية وينتظرون بصبر فيما تُعرض الإعلانات. أما اليوم، فيمكنك تنزيل مسلسلات تلفزيونية كاملة بدفعة واحدة من الإنترنت ومشاهدتها إما على الهاتف الجوال أو على شاشة التلفزيون، حتى أنّك تشاهد أحياناً أكثر من شاشة في الوقت نفسه. وباتت مشاهدة إعلان على "يوتيوب" لـ 15 ثانية فقط  تٌعتبر أمراً مشيناً. لذا، تشهد عائدات الإعلانات انحداراً فيما يجد المستهلكون طرقاً لتفادي هذه الإعلانات. وفي حين ما زالت الإعلانات جزءاً هاماً من بيئة الأعمال اليوم، سيتوجب على هذا القطاع الخروج بطرق مبتكرة للصمود.

وذلك بدا بديهياً في الحوار حول إعلانات الهواتف الجوالة الذي أداره كريم خليفة من "ديجيتال ريبابلك" Digital Republic. إذ كانت تعليقات المشاركين في الجلسة لا علاقة لها بتاتاً بالثورة التي تحدث خلفهم على شاشة التغريدات المباشرة. ففي حين كان المشاركون يسهبون في الحديث عن هواجس هذا القطاع مثل استراتيجيات رفع معدات الضغط على الروابط والاستفادة القصوى من حجم الشاشة والحملات المتعددة المنصات، هبّت على شاشة التغريدات موجة من ردود الفعل الغاضبة حيال إعلانات الهواتف الجوالة وطبيعتها المزعجة. حتى أنّ بعض رواد الأعمال ادعوا أنّهم تخلوا عن عائدات إعلانات الهواتف الجوالة لتجنب إغضاب مستخدميهم.

وسلطت جلسات حوار أخرى الضوء على ضعف وصعوبة إدارة الشركة الناشئة بالاستناد إلى عائدات الإعلانات وحدها. وذلك كله يشير إلى أنّ رفع الوعي والحث على الشراء يجب أن يتم تعديلهما مع الوقت. فمع انبثاق نماذج عمل جديدة مثل التطبيقات والألعاب التي تحمل علامات شركات تجارية والحملات الواسعة على مواقع الشبكات الاجتماعية والفيديوهات، يمكن اعتبار لافتات الإعلانات على المواقع على شفير الموت. 

3. سيشهد المحتوى في اللغة العربية نمواً متزايداً.

تُعدّ العربية إحدى اللغات الأسرع نمواً في العالم على الانترنت، لكنّ 3 أو 4% فقط من محتوى الانترنت يتوفر باللغة العربية. غير أنّ الشركات الناشئة بدأت تملأ هذا الفراغ بسرعة: فقد ضمت "أويسيس500" مشاريع كثيرة تتمحور حول الرسوم المتحركة والكتب والقرطاسية باللغة العربية.   

4. قد تشهد بيئة الشركات الناشئة نمواً سريعاً لكنّ الطريق ستكون محفوفة بالعقبات

 تشهد بيئة الشركات الناشئة ازدهاراً لكنها لا تزال وليدة إذ لم ننتهِ بعد من تخطي أبرز التحديات. قدّر رشيد البلاع من "شركة المبادرات الوطنية" N2V أن الاستثمار الحالي المتوفر في المنطقة يبلغ تريليون دولار، مشيراً إلى أنّ مستثمرين كثر يشتكون من نقص الشركات الناشئة الجيدة التي يمكنهم استثمار أموالهم فيها. ومن جهة أخرى، تشتكي الشركات الناشئة من نقص "الأموال الذكية"، أي نقص مستثمرين ذوي مراجع مفيدة وخبرة في القطاع. ومع قلة المنافذ في المنطقة، لا أحد متأكد حيال ما هو النموذج الأصح للنجاح، غير أنّ بعض الأطراف بدأت تميل لاختيار الأهداف والنماذج الأكبر. ومع اقتراب الشركات الناشئة والمستثمرين خطوة إضافية من معرفة ما الذي يمكن أن ينجح، يُرجح أن تصبح بيئة الأعمال بيئة خصبة للشركات الناشئة.   

5. سيصل الابتكار إلى المنطقة، عاجلاً أم آجلاً

يفضل الآن أصحاب الشركات الناشئة والمستثمرين تكرار نماذج العمل الدولية التي أثبت عن جدارتها في الخارج. غير أنّهم سيضطرون عاجلاً أم آجلاً إلى الخروج بنماذج عمل مبتكرة فيما تنضج بيئة الأعمال ويشعر الفاعلون فيها بأكثر راحة حيال المخاطرة. وقد بدأت الجهات الفاعلة الراسخة أمثال "مجموعة جميرة" و"إكسبيديا" Expedia بتشجيع الشركات الناشئة على ابتكار طرق جديدة لدفع القطاع إلى الأمام من خلال تقنيات "الحقيقة المدمجة" augmented reality ونتائج أبحاث الصور الهادفة إلى تعزيز حجوزات الفنادق والمطاعم. أما في الوقت الراهن، فلا يسعنا سوى الاستمرار في البحث عن الابتكار في الفروقات البسيطة التي تضاف على نماذج العمل الدولية التي تعدل وتكيف لتلائم السوق المحلي.

[صورة من صفحة "عرب نب" على "فايسبوك"].

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.