English

هل تحول يوتيوب إلى وجهة الشركات الناشئة بالمنطقة؟

English

هل تحول يوتيوب إلى وجهة الشركات الناشئة بالمنطقة؟

على ما يبدو فقد أصبح "يوتيوب"، موقع التواصل الاجتماعي عبر مشاركة محتوى الفيديو، وجهة الشركات الناشئة التي تستهدف صناعة وإثراء المحتوى العربي على الانترنت.

هذا ما يعكسه ظهور مجموعة من التجارب الناجحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقطاع صناعة محتوى الفيديو على "يوتيوب".

ففي السعودية، قدمت شركة الانتاج الإعلامي "لومينك" Lumink برنامج "مسامير" Masameer الاجتماعي الساخر على "يوتيوب"، ليتحول بعدها إلى برنامج تليفزيوني على القنوات الفضائية السعودية.

وتواصل إنتاج المملكة على "يوتيوب" ليثمر "يوتيرن" Uturn، شركة إنتاج محتوى فيديو ترفيهي على الإنترنت؛ أبرز برامجها "ايش اللي" EyshElly، الذي حظى بأكثر من مليونيّ مشترك، وحقق نسبة مشاهدة تخطت حاجز 200 مليون. وقد حققت قناة "يوتيرن" 240 مليون مشاهدة على "يوتيوب" حتى الآن.

ومن السعودية، إلى الأردن، التي شهدت نجاح "خرابيش" Kharabeesh، شبكة إنتاج إعلامي ترفيهي، متخصصة في إنتاج محتوى فيديو كرتوني ساخر عن الواقع العربي. جاءت "خرابيش" بين أفضل 10 قنوات على "يوتيوب" العام الماضي، بواقع أكثر من 68 مليون مشاهدة. وتحظى القناة الآن بأكثر من 23 مليون شهريًا.

لم يقتصر محتوى الفيديو على البرامج الاجتماعية والسياسية الساخرة، بل امتد ليشمل أيضًا الطبخ والموضة والتعبير الحر.

هذا ما رأيناه في نماذج عربية أخرى مثل قناة "ايه كيف" eKeif الإرشادية عن صناعة الأشياء. وأيضًا قناة "زيتونة" Zaytouneh المتخصصة في تقديم محتوى الطبخ على "يوتيوب"، والتي طورت الشركة منها تطبيقًا للمحمول على أجهزة "أندرويد" و"iOS".

ولعل إحدى التجارب البارزة في إنتاج المحتوى المتنوع على "يوتيوب" كانت قناة "دي سلطة" Disalata المصرية.

أنتجت "دي سلطة" عددًا من البرامج الترفيهية والاجتماعية تعكس في توجهاتها المختلفة فكرة طبق السلطة متعدد المكونات.

كما أنتجت "دي سلطة" عددًا من البرامج من بينها  "مش امبوسيبل" Mish Impossible، الذي يناقش قضايا اجتماعية متنوعة من الواقع المصري. هذا بالإضافة إلى مجموعة برامج أخرى تضمنت "كعب داير" Ka3b Dayerعن السياحة في مصر، و"فاشون شو" Fashion Show عن الموضة

رغم تحقيق البرامج نجاحات مرضية للمؤسسين، إلا أن محمد بسيوني، المؤسس الشريك في "دي سلطة"، أرجع شهرة القناة على "يوتيوب" إلى أغنيتي "كشمجي" Kashmagy، و"ايجيبشيان ستايل" Hoppa Egyptian Style، واللتان أنتجتهما الشركة هذا العام، وأُذيعتا على القنوات الفضائية المصرية، وحققتا ملايين المشاهدات في وقت بسيط.

"بعد عاميّن من العمل المتواصل على محتوى الفيديو في "دي سلطة"، درسنا سلوكيات مستخدم "يوتيوب" وتوصلنا إلى أن الأغاني محتوى جاذب جدًا للمشاهدة، وقررنا الاستفادة من التجربة واستثمار نجاحها بإطلاق نسخة معدلة من "دي سلطة" باسم "طيارة" Tayarah"، يقول بسيوني.

"نعتزم  تصنيف المحتوى على قناة "طيارة"، وفقًا لنوعه، فالمستخدم الباحث عن الموضة يختلف عن شريحة الباحثين عن محتوى السياحة، والاثنان يختلفان عن مستهدفي القضايا السياسية ومحتوى الطبخ، ومن هذا المنطلق سيكون لكل فئة صفحة مستقلة داخل القناة وعلى موقع فيسبوك أيضًا، لتسهيل عثور المستخدم عما يبحث عنه" يضيف بسيوني.

أنتجت "طيارة" أغنية لفة Laffah، في سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف تحفيز قطاع السياحة، إذ تدور فكرة الفيديو القصير عن إظهار أبرز المعالم السياحية في مصر في خلفية أشخاص مختلفة تلتقط صور "سيلفي" Selfie في مناطق متعددة.

لعل شغف الشركات الكبرى في المنطقة برعاية محتوى الفيديو الذي يطرحه شركاء "يوتيوب"، هو السر وراء تحقيق تلك الشركات لعنصر الاستدامة سريعًا.

ففي أغلب الأحوال لا تسعى الشركات المنتجة لمحتوى الفيديو على "يوتيوب" لجذب الاستثمار، بل تحصل على الدعم المالي المطلوب عن طريق عوائد الإعلانات.

بلا شك يسهم توفر السيولة في دعم رواد الأعمال للتركيز على إنتاج محتوى متميز. وعلى الأرجح فإن تميز محتوى الفيديو العربي الذي تطرحه شركات الإنتاج بالمنطقة، هو السبب في أن يتحول "يوتيوب" إلى وجهة جاذبة لمستخدمي الانترنت العرب.

هذا ما أكدته دراسة أعلنت عنها "جوجل" مؤخراً، وبيّنت أن نسبة مشاهدات "يوتيوب" من الشرق الأوسط بلغت 310 ملايين مشاهدة يوميًا، وهو ما يأتي بالمنطقة في المرتبة الثانية عالميًا.

يضم برنامج شركاء "يوتيوب" حاليًا مصر ودول الخليج والمغرب العربي. ويبلغ معدل مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها في المنطقة؛ ساعتين كل دقيقة. كما وتبلغ نسبة الوصول إلى الجمهور شهريًا 88% في السعودية، و83% في الإمارات، و74% في مصر.

ووفقًا لـتقارير جوجل، تتربع السعودية على رأس قائمة مشاهدات "يوتيوب" من المنطقة، بواقع  14.5 مليون مستخدم يوميًا. إذ يتجاوز معدل المشاهدة بالمملكة 3 أضعاف المعدل ذاته في الولايات المتحدة.

فإذا علمنا أن شركة "شايومي" Xiaomi الصينية، أعلنت مؤخرًا عن اعتزامها استثمار مليار دولار في محتوى الفيديو على الإنترنت لدعم نظامها الخاص بالتلفزيونات الذكية. ومع الأخذ في الإعتبار مكانة المنطقة الآنية عالميًا بقطاع صناعة محتوى الفيديو، هل لنا أن نتوقع لشركات الإنتاج العربية على "يوتيوب"، أن تجذب استثمارات عالمية ضخمة بهذا الحجم؟

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.