English

الجرأة تقود مؤسسي 'هايفن' إلى خوض مغامرة عالمية

English

الجرأة تقود مؤسسي 'هايفن' إلى خوض مغامرة عالمية

"الحظّ غير موجود، بل يصنعه أشخاص يخاطرون ويعملون على إيجاد الفرص".

هذا ما يقوله رائد الأعمال المخضرم، النيجيري عبدالحميد حسن، الذي أدرك أنّ المخاطرة الكبيرة هي مفتاح النجاح أثناء عمله مع شريكه على تأسيس شركة "هايفن" Hyphen لروبوتات المحادثة الآلية.

تخرّج حسن من إحدى أهم مسرّعات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2016، وعقد شراكاتٍ كبرى في أوروبا في العام 2017 مثل الانضمام إلى البيئة الريادية المزدهرة في باريس [بفضل استثمارٍ تأسيسي حصل عليه وإقامةٍ لأربع سنوات وتأشيرة عمل من "فرنش تك" French Tech الحكومية الفرنسية]. كما حقق شعبية كبيرة لمنتجه عن طريق اكتساب عملاء جدد، وهو في صدد التحضير لجولة تمويل جديدة. ولدى تفكيره في كل هذه النتائج الجيدة التي أثمر عنها جهده، يتذكّر فوراً أن الثقة بالنفس، رغم كل الصعاب، جعلت كل ذلك ممكناً.    

في إطار حديثه عن قرار القدوم إلى الإمارات لتوسيع "هايفن" والمشاركة في دورة العام 2016 من "فلات6لابز" Flat6Labs أبوظبي، يقول إنّه قام "بمخاطرة كبرى مثل ترك الدراسة الجامعية في الخارج وخسارة تصريح الإقامة في أوروبا، بسبب إيمانه برؤية ورسالة شركته".

 عبدالحميد حسن، الرئيس التنفيذي لـ"سكايلر لابز" Skylar Labs و"هايفن"، يعرض فكرته خلال يوم العروض الذي نظمته "فلات6لابز" أبوظبي العام 2016. (الصورة من "سكايلر لابز")

الشركة الأم لـ"هايفن" هي "سكايلر لابز" Skylar Labs التي شارك حسن في تأسيسها مع المهندس البنيني (من دولة بنين) أشيل أروكو (المدير التقني)؛ على شاكلة شركة "سناب إنك" Snap Inc. في لوس أنجلس وأحد منتجاتها "سناب شات" Snap Chat.

يتحدث حسن عن تجربته في التغيير فيقول إنّ "فلات6لابز ساعدتنا على الوصول إلى عملاء ومستثمرين ومرشدين لم نكن لنصل إليهم في الأيام العادية. كما ساعدتنا على الانطلاق في مسيرةٍ كانت ستكون صعبة لو لم يؤمنوا ويستثمروا في ’سكايلر لابز‘ عندما كانت لا تزال مجرد نموذج أولي".

يركّز حسن على مجموعة محددة من العملاء في وسط متخصص، لم يتسنّ لهم الاستفادة من الفرص التي توفرها روبوتات المحادثة الآلية، بسبب عدم امتلاكهم المهارات التقنية اللازمة. ويشرح أنّه "في الوقت الحالي، لا تزال منصات روبوتات المحادثة تركّز على مطوّري البرامج، ما يجعل من الصعب على الشركات أن تفهم كيف يتم إعداد أو إنشاء هذه البرمجيات. ونحن نعلم أنّ واضعي الأهداف، وأصحاب الشركات، والعلامات التجارية، وصانعي القرار، ليسوا عادةً مطوّري برامج".

ويتابع قائلاً: "نعتقد أنّ الأمر أبعد من ’روبوتات المحادثة الآلية‘، وأنّ الضجة المثارة حالياً حول هذه التكنولوجيا هي مجرد البداية. ففي نهاية المطاف، سيتخلّل هذا القطاع مسيرة مثيرة تغيّر طريقة تواصل الشركات مع عملائها".

"هايفن" على "فايسبوك مسنجر".

تغيير الطريقة التي نتواصل فيها

يكثر الحديث في الوقت الحالي عن روبوتات المحادثة، وقد أصبحت من بين التوجهات السائدة بين العاملين في المجال التقني. هذه الضجة لا تشبه الأيام التي تعامل فيها مستخدمو الويب مع روبوتات المحادثة التي تضمّ روبوتات دعم العملاء على مواقع شركات الطيران.

هناك شركات أخرى مثل "هايفن" تعمل في هذا المجال، مثل "كونفرسوشال" Conversocial  (التي انطلقت في المملكة المتحدة العام 2009)، وشركة "سبرينج" Spring في الولايات المتحدة التي أطلقت العام 2016 روبوت محادثة خاصاً بها يوفّر للمتسوقين على الإنترنت تجربة مخصّصة.

هل يتبنى المستخدمون في المنطقة هذه التكنولوجيا؟

يرى طارق أمين الذي يعمل في مجال الإعلانات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي أطلق شركات ناشئة واستثمر في أخرى في المنطقة، أنّه مع تطور أساس تكنولوجيا روبوتات المحادثة، سيكون لديها القدرة على إحداث تأثير قوي طويل المدى يطال ثقافة الإنترنت.

"أعتقد أنّه مع تطور الذكاء الاصطناعي والبرمجة اللغوية العصبية، ستغير روبوتات المحادثة ـ رغم كونها لا تزال في بداياتها ـ طبيعة التفاعل على المحمول بين الشركات وعملائها"، حسبما يقول أمين الذي يعمل كرئيس تنفيذي لشركة "أدلاين ميديا نتورك" Adline Media Network، والذي أسس شركة "دبي أنجل إنفستورز" Dubai Angel Investors بعد إطلاق "كارير ميديست" Careermideast.com.

يلفت أيضاً إلى أنّه ضمن البيئات المحلية مثل "فايسبوك مسنجر" و"وي تشات" Wechat و"سلاك" Slack، يمكن أن يقلّ الاحتكاك والزمن الذي يستغرقه الرد. وهذا برأيه "يعني الكثير من الإمكانات من وجهة نظر العلامات التجارية".

من المهم أن نعلم أن روبوتات المحادثة لا تحل مشاكل خدمة العملاء فقط أو تظهر لك آخر خمس عمليات أجريتها وحسب، بل يمكن لها أن تساعد العلامات التجارية في الحصول على نظرة وافية عن العملاء وزيادة التفاعل معهم وحتى تقييم سلوكياتهم.

وبحسب أمين، تم إطلاق ما يقرب من 30 ألف روبوت محادثة على "فايسبوك" وحده منذ نيسان/أبريل 2016، كما أنّ بعض الشركات في المنطقة بدأت باعتمادها. ويشرح الأمر بالقول إنّ "مصرفي ’المشرق‘ Mashreq و’بنك الإمارات دبي الوطني‘ Emirates NBD في الإمارات و’رايز آب‘ Riseup، هم من أول المنخرطين في هذا المجال حالياً. تحظى هذه التكنولوجيا بشعبية بين شركات التجارة الإلكترونية في المنطقة، كما أنّ المزيد من العلامات التجارية في المنطقة بدأت تتجه نحوتطبيقها. بالإضافة إلى ذلك، لدينا شركات ناشئة محلية في هذا المجال تأخذ على عاتقها تغيير طريقة تفاعل الشركات مع المستهلكين".

نقطة البداية

يريد حسن وأروكو من خلال "هايفن" تعريف جمهور أكبر بروبوتات المحادثة، من خلال المنصات التي يقضي الناس عليها ساعات طويلة يومياً أي شبكات التواصل الاجتماعي. لذلك طوّرا "هايفن" لتتكامل مع التطبيقات والمنصات الشعبية مثل "تويتر" Twitter و"فايسبوك مسنجر"، وحتى النشر على صفحات "فايسبوك".

هزّت شركة "فايسوك" قطاع التجارة الإلكترونية في العام 2015 مع إطلاقها "فايسبوك للأعمال" على "مسنجر" Business on Messenger المخصص لمساعدة التجار على التواصل مع العملاء من خلال "مسنجر" والرد على استفساراتهم عن طريق المنصة الأكثر استخداماً يومياً. فتح ذلك يومها باباً على الكثير من الإمكانات، واليوم تعمل "هايفن" على تحقيق هذه الرؤية بنكهتها الخاصة.

لا يقتصر عمل "هايفن" على "فايسبوك"، بل يمكن إضافتها إلى "سكايب" Skype وإلى منصات التجارة الإلكترونية الشهيرة مثل "شوبيفاي" Shopify و"ماجينتو" Magent، بالإضافة إلى توفيرها خدمة التواصل عبر الرسائل النصية.

المدير التقني لشركة "سكايلر لابز"، أشيل أروكو، مواطن من بنين يقيم في باريس بعدما جاب في العام الماضي مع شريكه عدة قارات وعملا منها.

بعد انتقاله إلى فرنسا للانضمام إلى شريكه في التأسيس في باريس، بات حسن ينظر إلى السوق الأوروبية على أنها أرض الفرص المقبلة.

وهو يرى أنّ "التوزيع هو الأهم في نموذج العمل القائم على تقديم المنتجات للشركات B2B"، ويشرح أنّه "لهذا السبب نعقد شراكات رئيسية مع وكالات ومنصات ـ طرف ثالث يستخدمها الناس للمحادثة".

بعد السفرات المتعددة والانتقال إلى قارة جديدة في العام 2016 وما رافق الأمر من تضحية بتصريح الإقامة في بلد للانتقال إلى بلد آخر، يبدو حسن واثقاً من الأهداف الموضوعة لهذا العام.

ويشير إلى أنّ "خطتنا لعام 2017 تقوم على ضم 1500 شركة إلى محفظة أعمالنا، بحيث يكون نصفها من العملاء الذين يدفعون المال. بالإضافة إلى ذلك، سوف نعمل على إطلاق المنتج في الولايات المتحدة بحلول الربع الثالث من العام".

من المثير أن ننتظر ما سيحمله المستقبل القريب لهذه الشركة التي حصلت على تمويل تأسيسي بقيمة 30 ألف دولار من "فلات6لابز"، لا سيما أنّ حسن وشريكه يستعدان للحصول على المزيد من المال من المنطقة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

ويختم حسن بالقول: "نحن حالياً في صدد إغلاق جولة تمويل مع بعض من أذكى الناس في المنطقة، ونأمل أن يتم ذلك بحلول نهاية شهر كانون الثاني/يناير".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.