English

التكنولوجيا تساعد الأردن في أن يصبح بيئة صديقة للصمّ‎

English

التكنولوجيا تساعد الأردن في أن يصبح بيئة صديقة للصمّ‎

تقنية تحويل الكلام إلى نصّ تُسهّل التخاطب بين مَن يعانون من فقدان السّمع وغيرهم من الناس. وهي موجودة اليوم في عدة تطبيقات هاتفية، بينها خاصية "جوجل" التي تساعد الصمّ غير الخبراء في قراءة الشفاه على فهم ما يقوله الآخرون بفضل نصّ مكتوب يظهر أمامهم. ولكن ماذا عن الصمّ الذين لا يقرأون؟

نادراً ما يتلقّى الأطفال الصمّ، أو الذين يُعانون من صعوبة سمعية، تعليماً رسميّاً في الدول النامية، وإذا التحقوا بالمدرسة فهم غالباً ما يواجهون صعوبة في القراءة. من هذا المنطلق، قرر الريادي محمود دراوشة أن يسعى إلى سدّ هذه الفجوة بين من يسمعون والصم الذين لا يقرأون.

أسّس الدراوشة في العام 2016، بالشراكة مع محمد كيلاني، شركة "مايند روكيتس" Mind Rockets في الأردن التي تُعنى بتوفير تقنيات مُساعدة للصُّم. كان أوّل هذه التقنيات تطبيق "ميميكس ثري دي"  Mimix 3D الذي يحوّل الكلام المحكي بالإنجليزية إلى لغة إشارة يؤدّيها مُجسَم ثلاثي الأبعاد 3D avatar يظهر على الشاشة. أطلقت الشركة بعد ذلك نسخة عربية من "ميميكس ثري دي" باسم "الترجمان"، وهو تطبيق على نظام "أندرويد" وصل إلى 10 آلاف مُستخدم.

واجه الدراوشة تحديّات عند تطوير النسخة العربية بسبب اللهجات العربية المُختلفة، ما أجبره على تحديد اللهجة الخليجية والشامية كبداية قبل الانتقال إلى باقي اللهجات، حسبما يشرح في مقابلة مع "ومضة".

فريق "مايند روكيتس" (الصورة من محمود الدراوشة)

كيف يعمل "الترجمان"؟

يتيح التطبيق لأيّ شخصٍ أن يتكّلم أو يكتب رسالة يستطيع الأصمّ أن يتلّقاها إمّا بالنظر إلى إشارات المُجسم الذي يظهر تلقائيّاً على الشاشة، أو عن طريق فيديو يصله عبر تطبيق محادثة فورية في حال كان بعيداً عن المتحدّث. عندها يستطيع الأصمّ أن يستخدم لوحة مفاتيح طوّرتها "مايند روكيتس"، وهي تحوّل رموز لغة الإشارة إلى كلمات مكتوبة، وكأنه يستخدم "يملي" Yamli للغة الإشارة.

ولكن لا توفر "مايند روكيتس" خدمة الترجمة الفورية من لغة الإشارة إلى كلام مكتوب أو محكي كما تفعل شركة "كين ترانس" Kintrans الناشئة. فهذه الأخيرة تستخدم تقنية التعرّف بالصورة لفعل ذلك، ويضمّ معظم عملائها شركات كبيرة توظّف الصمّ أو شركات تريد توّفير خدمة عملاء صديقة للصمّ.

ومن التطبيقات العربية المُشابهة لـ"الترجمان": "تواصلي لنتواصل" و"إحسان إنسان".  

إلى جانب التطبيقات، ستطلق "مايند روكيتس" قريباً خاصيّات يمكن إضافتها إلى المواقع الإلكترونية والأفلام تُمكّن الصم من قراءة محتوى الموقع (المسموع) أو الفيلم بلغة الإشارة عبر مشاهدة مجسّمات تظهر على الشاشة.

أمّا في السعودية فتعمل الشركة على توفير أنظمة تساعد الصيدليات على مُخاطبة الصمّ بشكل فوري.

ستجني الشركة الربح من بيع هذه الخدمات إلى شركات معنية بتوفير بيئة صديقة للصمّ. "نحن نؤمن بأنّ الصمّ لا يجب أن يكونوا معنيين بالدفع مُقابل التقنيات المُساعدة لهم"، يقول الدراوشة الذي تضمّ شركته 13 موظفاً، بعضهم من فاقدي السمع.

نحو محادثات صديقة بالصمّ

ليست الشركات الناشئة في الأردن وحدها من يسعى إلى مساعدة الصمّ، فالخط الهاتفي الذي خصصته لهم شركة "زين" Zain للاتصالات خير دليل على أنّ الشركات الكبيرة تعمل أيضاً نحو الهدف ذاته.

تم إطلاق  "خط بسمة" في الأردن العام 2015 لتمكين الصمّ من إجراء مكالمات عبر الفيديو. كما وتوّفر خدمة عملاء "زين" لغة الإشارة بحيث يستطيع الصمّ أن يتواصلوا مع موظفي الشركة باللغة التي يفهمونها.

تحصل أجهزة مساعدة الصمّ على حصة الأسد من حجم السوق العالمية للأجهزة المساعدة للمسنّين وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن المتوقع أن تصل قيمة هذه الحصة إلى 7 ملايين دولار بحلول نهاية العام.

أما الابتكارات كتلك التي تطورها شركات مثل "مايند روكيتس" فقد تكون أحد الأسباب لنمو السوق بمجملها بنسبة 7.4% سنوياً خلال الفترة الواقعة بين عامي 2016 و2024.

الصورة الرئيسية من "بيكساباي" Pixabay.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.